Q أنا إنسانٌ مبتلى بالوسواس في كل شيء، وخاصةً في الصلاة والوضوء، فكيف أتخلص من هذا الوسواس؟
صلى الله عليه وسلم استعن بالله عز وجل فإنه نعم المولى ونعم النصير، سل الله عز جل أن يشرح صدرك، وأن يثبت قلبك وأن يدفع الوساوس عن جنانك، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيذك من الشيطان الرجيم، فإن الله تبارك وتعالى لما ذكر الوساوس قرنها بقوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت:36].
فمن استعاذ بالله أعاذه الله، فأكثر من الاستعاذة واتفل عن يسارك ثلاثاً إذا وجدت الوسوسة في صلاتك، أو وجدتها في وضوئك فالله يعينك.
أما الأمر الثاني: إذا غسلت كفك وجاءك الشيطان فقال: لم تغسل؟ فقل: قد سألت وكفيت المسألة، فالمرة كافية، فلا تصب مرةً ثانية ولو قال لك: إن صلاتك باطلة، ولذلك خير ما يعالج به الموسوس ألا يفتي نفسه، فباب الوسوسة يأتي والعياذ بالله من فتوى الإنسان لنفسه، إذا غسلت الأعضاء أو قمت فصليت الركعة أو الركعتين أو الثلاث وجاءك الشيطان فقال لك: لم تغسل يدك، ولم تغسل رجلك! غسلت يدك! وأنت تعلم أنك قد صببت الماء عليها، قال لك: امسح حتى يصل الماء إلى البشرة، فقل له: إن الله لم يكلفني بذلك، ولن أفعل شيئاً إلا بفتوى ومثلك لا يفتي، فكن مع الله عز وجل بضبط نفسك بفتوى أهل العلم، فأوصيك ألا تسمع لأي وسواس يأتيك، إذا قال لك: لم تغسل يدك ورأيت الماء عليها فلا تلتفت، ولو قال لك: إن هذا سيبطل صلاتك ويبطل وضوءك؛ لأن الشيطان خبيث يأتي الإنسان من باب الطاعة كما يأتيه من باب المعصية، فتقوى الوسوسة حينما يعظم له الأثر، فيقول له: أنت توضأت ولكن وضوءك غير صحيح، إذاً: صلاتك باطلة، وإذا بطلت صلاتك فأنت غير مصلٍ، وإذا كنت غير مصلٍ فأنت كافر، وقس على ذلك؛ حتى ينتهي به الأمر إلى أقصى ما يكون من الشدة والحرج، فإذا بلغت هذا فاعلم أنه على غير شرعة ولا دين؛ لأنه يخالف منهج رب العالمين فالدين يسر وهذا عسر، والدين رحمةٌ وهذا عذاب، فإذا وجدت من نفسك هذا فأعرض عن هذا كله، واستعن بدعاء الله عز وجل عليه، والله تعالى أعلم.