وعلى كل فإنه لم يرد في القرآن من أسماء الله الحسنى المستعملة استعمال الأسماء إلا الله أو الرحمن فقط، وبالنسبة لبقية الأسماء فإنما جاءت مستعملة في القرآن استعمال الصفات، وكذلك في السنة.
فمثلاً جاء هذا الاسم فاعلاً بقول الله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} [النحل:51] وجاء مبتدأً: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255].
وكذلك جاء في محل نصب عن المفعولية في قوله: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [النور:39] {لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء:64].
وكذلك الرحمن استعمل استعمال الأسماء في قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110]، وفي قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] ولم يرد استعمال غير هذين الاسمين استعمال الأسماء في القرآن كله ولا في السنة.
فدل هذا على أن هذين الاسمين من أعظم أسماء الله سبحانه وتعالى، ولهذا أتى بهذا الاسم مبتدأ هنا وأخبر عنه بكل ما يأتي من الصفات فقال: (الله حق).
و (حق) بمعنى موجود ثابت، ويعبر عنها في الكلام بالموجود، لكن لم ترد النصوص بإطلاق (الموجود) على الله، وإنما أطلق الفعل: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [النور:39] لكن لم يرد لفظ (الموجود) في النصوص مطلقاً على الله سبحانه وتعالى، فلذلك اختار هذا الألفاظ الواردة في النصوص.