عاشراً: تذكر أن الثبات والصبر من المروءة: فليتذكر الإنسان أن الثبات والصبر من أعظم خصال المروءة، وأن عليه أن يتحلى بهما لتمام مروءته، ولهذا فإن معاوية رضي الله عنه قال: (والله ما منعني من الفرار يوم صفين إلا أبيات لـ عمر بن الإطنابة، وهي قوله: أبت لي عفتي وأبى إبائي وأخذي الحمد بالثمن الربيح وإجشامي على المكروه نفسي وضربي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشئت وجاشت مكانك تحمدي أو تستريحي لأدفع عن مآثر صالحات وأحمي بعد عن عرض صريح).
فإذا كان الإنسان يعلم أن ثباته وصبره هو من المروءة ومن الخصال الحميدة، فذلك مدعاة لأن يصبر ويصمد ويثبت، وهنا أذكر أبيات جعفر بن عتبة الكلابي فإنه يقول: هواي مع الركب اليمانين مصعد جنيب وجثماني بمكة موثق عجبت لمسراها وأنى تخلصت إليّ وباب السجن دوني مغلق ألمت فحيت ثم قامت فودعت فلما تولت كادت النفس تزهق فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم لشيء ولا أني من الموت أفرق ولا أن نفسي يزدهيها وعيدهم ولا أنني بالمشي بالقيد أخرق ولكن اعترتني من هواك صبابة كما كنت ألقى منك إذ أنا مطلق