Q والدي لديه نية حسنة، ولكنه يمارس بعض البدع، ولا يفهم كغيره من الشيوخ هذه الصحوة المباركة، فعندما تذكر له هذه الجماعات يطلق العبارات التي يطلقها كثير من الشيوخ، كقولهم: هذا الدين الجديد.
أو: المذهب الخامس فكيف يتعامل معه، وكيف يُفَهَّم، وكيف يكف عن ذلك؟
صلى الله عليه وسلم إن معاملة الوالدين في المجال الدعوي خاصة، ومثال هذا ما عامل به إبراهيم أباه عندما قال له: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم:43 - 45]، فيحاول الولد أولاً الحصول على ثقة والده، ويحاول بره حتى يكون أحب أولاده إليه، فإذا كان أحب أولاده إليه فلا شك أنه سيؤثر فيه تأثيراً بالغاً.
وأعرف رجلاً والده شيخ قبيلة، وهو من رجال المجتمع، لكنه كان براً به، فكان أحب أولاده إليه، فتأثر بسلوكه وهديه ودله تأثراً بالغاً، فكان الوالد بعد ذلك إذا رأى أي شيء يفعله ولده هذا، قال: ما فعل محمد محمود هذا إلا على أساس بينة من الله ورسوله.
وبعد أن مات محمد محمود رحمة الله عليه كان هذا الوالد يناصر أهل الدعوة الذين كان محمد محمود منهم، ويقول: محمد محمود لا يصحب إلا الصالحين.
وقد مات هذا الوالد رحمه الله وهو من أنصار هذه الدعوة أو من أنصار هذا الدين ومن المجتهدين في الحق، وما تأثر إلا ببر ولده به، لكن ولده إنما ابتدأ بالبر والإقناع من غير أن يبدأ بالمناقشة والمجادلة، فأثر فيه تأثيراً بالغاً، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه.