الخشوع مطلوب في جميع العبادات

وكذلك على الإنسان أن يعلم أن هذه الأسباب المذكورة في الصلاة نظيرها في غير الصلاة من العبادات الأخرى، فإذا كان الإنسان يتأهب للعبادات الأخرى ويتهيأ لها، اشتياقاً إلى الله، ورغبة في مقابلته، ورغبة في الخير الذي سيقسمه بين عباده، وهو يعلم أنه الآن قد أذن له، وفتح له باب الملك الديان، وقد تنافس المتنافسون في الدخول فازدحموا عند الباب، فلذلك يريد أن يكون من الذين يتعرف عليهم الملائكة، وأن يكون من الذين يكتبونهم الأول فالأول، وأن يتعرف إلى الله في الرخاء ليعرفه في الشدة؛ فهذا لاشك أنه سيكون خاشعاً في أعماله كلها؛ لأنه يحس بالمنافسة، ويحس بأن الناس رعيل مقبل، وأن العباد منهم من يتنافسون في القرب؛ وهو لا يرضى أن يكون أحد سابقاً له حاجزاً بينه وبين القرب إلى الملك الديان سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الخشوع في عبادتنا كلها، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الصادقين المخلصين المخلصين، وأن يجعلنا في قرة عين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015