بعد هذا يزور الله عز وجل عباده المؤمنين بعد أن استقروا في منازلهم في الجنة، فيقال لهم: إن ربكم يستزيركم.
فيزينون لذلك، فيخرجون إلى كثبان من الجنة رملها من الذهب، وتناويرها من العقيق الأحمر، وكل بللها من الكافور والمسك، فيأتون فيرون ربهم سبحانه وتعالى كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، وأقواهم رؤية له أشدهم حباً له، وأشدهم تعلقاً به ومعرفةً له، فيتفاوت الناس في رؤية الله على حسب خشوعهم في الصلاة ومحبتهم لله وتعلقهم به، فبينما هم في نعيمهم إذ تجلى لهم ربهم من فوقهم، فيرون نوراً من فوقهم فينظرون إليه فلا ينظرون إلى شيء مما هم فيه من النعيم، فيقول: سلام قولاً من رب رحيم.
وهذا هو سلام الله عليهم.
هذه هي مشاهد القيامة، ويجب الإيمان بها إجمالاً ويجب الإيمان تفصيلاً منها بما جاء في القرآن والسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كلها خبرية لا يمكن أن تصل إليها العقول ولا أن تعرف إلا من الوحي.