وكذلك من الذين اشتهروا في القرن الثاني عشر الهجري العلامة الشيخ سيدي مختار الكنتي الذي توفي أبوه وهو طفل صغير فتركه يتيماً فقيراً، فقام عليه أخوه وكان من الرشداء، فرأى فيه نبلاً وذكاءً فمنعه من الاشتغال بالتجارة ونصحه بالذهاب إلى (تمبكتو) لدراسة العلم، فلزم المكتبات والعلماء حتى أصبح المشار إليه بالبنان في تلك المنطقة.
ويقول عن نفسه: لم تزل أفضال الله عليّ وافرة، فمن أفضال الله عليّ التي أعدها أن توفى الله أبي فتركني يتيماً فقيراً، فمن الله عليّ بهذا العلم فكان خيراً من الدنيا وما فيها.
وقد اشتهر عندما استقر ببلده، فكان الناس يفدون عليه فكان موئلاً للعلماء يجتمعون عليه، فما لم يكن لديه هو من العلم يجد من يدرسه من الوافدين إليه من مختلف البلدان.
وفي محضرته درس العلامة عثمان فودي الذي أقام سلطنة (سوكوتو) في نيجيريا، وهو الذي أقام سلطنة (آل فودي) التي اشتهرت فيما بعد وأقامت الجهاد وطبقت الحدود وإلى الآن ما زالت آثارها قائمة، والشيخ عثمان فودي رحمه الله اشتهر كذلك بدعوته السلفية، وبمنهجه المعتدل، وباهتمامه بالمقاصد في أصول الفقه، واشتهر ولده كذلك محمد بيلو بعلمه فيما تختلف به الأحكام، وقد ألف في ذلك عدداً من الكتب، فذكر أن الأحكام تختلف بخمسة أمور هي: باختلاف الأشخاص، والأحوال، والمقاصد، والأزمنة، والأمكنة.
وألف في ذلك عدداً كبيراً من الكتب.