ثم إن هذه التوبة تنقسم إلى قسمين: توبة نصوح صادقة صاحبها صادق في توبته، صادق في توجهه إلى الله، قاصد بذلك الخروج من الذنب، وهذه هي التوبة المقبولة.
وتوبة غير نصوح، فصاحبها عازم على الرجوع ناوٍ للتكرير، إنما يتوب بلسانه وقلبه يكذب ذلك، وهذه التوبة هي زيادة افتراء واقتراف -نسأل الله السلامة والعافية-؛ لأن صاحبها لم يعزم على ترك المنهي عنه أصلاً، وإنما قال بلسانه قولاً لا ينويه بقلبه، وأشهد الله على ما يقول وهو كاذب، فكلامه الذي يقوله يلعنه، واستغفاره الذي يستغفر به يلعنه؛ لأنه يكذبه من باطنه وقلبه.