ومن هذه الشروط: الجوع.
فإن البطنة تذهب الفطنة، والإنسان إذا اشتغل بالأمور المادية، وملأ بطنه فإن ذلك يشغله عن الأمور المعنوية، ومن هنا فإن موسى عليه السلام لم ينل هذا العلم حتى قال: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف:62]، والذين أحرزوا حظاً لا بأس به من هذا العلم ما نالوا ذلك إلا في فترات الجوع عليهم والقلة، وهم الذين أصبحوا مثلاً يؤتسى بهم في التاريخ كله.