إن انتشار هذه الفواحش وهذه الرذائل، ومنها أم الخبائث الخمر، كله مما يستغل له النساء في كثير من البلدان، فالنساء هن اللواتي يقدن الشبكات التي تروج للمخدرات والخمور، والغالب أن مروجو المخدرات معتمدون على شبكات من النساء في كل البلدان، وكذلك شبكات التجسس الكفري في بلاد المسلمين لا تعتمد إلا على شبكات من النساء، وكل مظاهر الفساد ينظر فيها إلى هذا الجنس اللطيف الذي يخدع بالعبارات ويخدع بالموضات وبالثناء، كما قال أحمد شوقي: خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء فيخدعون النساء بهذا الثناء، لاستغلالهن في هدم هذا الدين، واستغلالهن في الإفساد وإشاعة الفاحشة بين الناس.
إن انتشار الفواحش وشيوعها بين الناس في كثير من أنحاء العالم اليوم من ورائه شبكات من النساء اللواتي جعلن أنفسهن من حبائل الشيطان ومن جنوده، فسعين للإفساد ما استطعن إلى ذلك سبيلاً.
وأنتم تعلمون أن بلاد الإسلام وبالأخص بلاد المشرق الإسلامي، يوجد فيها اليوم شبكات كبيرة تسمى شبكات قسم الإيدز، وهي الشبكات التي توزع السيدا وتسعى لإشاعة هذا الميكروب بين الشباب المسلمين، وكل بلد له نجم معين لهذه الشبكة، وتجدون أن الفنادق في مختلف أنحاء العالم لا يكاد الشخص يدخل منها غرفةً إلا وجد فيها شبكة الإيدز لدولة من الدول الإسلامية، ومعنى ذلك أن امرأة من المصابات بالإيدز والمكلفات بتلويث كثير من الشباب بهذا الميكروب الضار، كانت قد استغلت تلك الغرفة في هذه الفاحشة وفي إشاعة هذا الميكروب، فتضع ذلك النجم رمزاً لأنها قد استغلت هذه الغرفة لذلك الميكروب الضار، وفي كثير من الأحيان يكتب تحتها رمز البلد غالباً.
ولا شك أن إشاعة هذه الفواحش وانتشارها بين الناس هو بداية الدمار؛ لأن الأخلاق إذا هدمت فسيهدم الدين على الأثر، ثم بعد ذلك تهدم الدنيا، وقد أخرج أحمد في المسند وابن ماجة في السنن من حديث ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما أظهر قوم الفاحشة فأعلنوا بها، إلا ظهر فيهم الطاعون وانتشرت فيهم الأمراض التي لم تكن في أسلافهم، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وجور السلطان، ونقص المئونة، ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من سواهم فأخذ بعض ما في أيديهم، ولا منعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)، وهذه هي بداية دمار الدين والدنيا.