انتشار السفور في بلاد المسلمين

ويتفاوت ضررها بتفاوت نشاطها في الفساد، فلا نزال نذكر أن أول ما جاء الفساد النسوي إلى بلاد الإسلام بدأ بتركيا، حين قام بعض النساء اللعينات بمسيرة المطالبة بالحقوق، ونزعن الحجاب عن رءوسهن، ورمينه ودسنه بأرجلهن، ثم انتقلت العدوى إلى مصر، فقامت اللعينة المسماة بـ نوال السعداوي، وهي أول امرأة خلعت الحجاب في مصر، فنزعت غطاء رأسها أمام الأزهر وداسته بأرجلها، وكانت بذلك داعيةً إلى شرٍ، فعليها وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً.

ووجد هؤلاء النسوة من المفتونين ومن المتبعين للأهواء والشهوات الذين يريدون الحصول على الملذات دون مقابل، من يروج لهن ويسعى لإشاعة فكرتهن، ليتوصل بذلك إلى أهدافه السيئة، فالمستفيد الوحيد هم جند الشيطان الغواة، الذين لا يريدون تحمل مسئوليات إقامة بيوت، وإنما يريدون أن يشبعوا غرائزهم وملذاتهم دون مقابل، وهؤلاء هم البخلاء الجبناء الدخلاء في المجتمع الإسلامي، فلا خير فيهم، فلو كان فيهم خير لأقاموا أسراً صالحة، ولالتزموا بما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولنجا منهم الناس، فهؤلاء كانوا مروجين لهذه الفكرة الشيطانية والساعين للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن، حتى إنهم ألفوا الكتب، وبحثوا عن بعض المفتونين من العلماء، فأرفدوهم ببعض الأدلة التي لم يفهموها حق فهمها، والنصوص التي حرفوها عن مواضعها، والحكايات المزورة التي لا أساس لها، فجمعوا ذلك كله وجعلوه كتباً يتلقفها الناس بأفواههم، دون أن يتدبروها بقلوبهم.

وكان من المروجين لذلك قاسم أمين المعروف لديكم، وكذلك اقتفى أثره كثير من المخانيث والمفسدين من أمثال طه حسين وغيره، ثم انتقلت هذه العدوى بعد مصر إلى غيرها من بلاد الإسلام، وما زالت تسير كالسيل الجارف الذي يسمع هديره قبل أن يصل، ونحن نراها الآن على أعتاب هذا البلد وعلى حدوده، والسيل الجارف إذا جاء فلم يجد سداً منيعاً أمامه فسيقتلع البناء، ويزيل الشجر، ويحمل معه كل ما استطاع، ونحن نرى هذا السيل ونسمع هديره، وهو على حدودنا وأعتابنا، فإما أن نقف في وجهه فنقوم بالحق لله تعالى، وهذا لا بد فيه من تكاتف الجهود وتعاضدها، ولابد من مشاركة النساء في ذلك وإبدائهن للأمثلة الصحيحة، ونبذهن لهذه المؤامرات التي يروج لها أعداء الدين، وأعداء المروءة، وأعداء الفطرة، وأعداء العقل، وأعداء العلم التي لم تأت إلا بشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015