فالأرزاق هي هي لا تزاد، والخلائق ينتقصون بالموت؛ ليوسعوا على من سواهم؛ ولهذا فإن الناس لا يسكنون إلا في ديار السابقين، ولا يعيشون إلا على آثارهم: رب لحد قد صار لحداً مراراً ضاحك من تزاحم الأضداد ودفين على بقايا دفين في طويل الأزمان والآباد فاسأل الفرقدين عمن أحسا من قبيل وآنسا من بلاد كم أقاما على زوال نهار وأنارا لمدلج في سواد ثم بعد هذا عندما خاف آدم أن لا يسعدون إذا عرفوا الموت قال الله: (إني خالق أملا)، فالأمل به يسعدون؛ لأن كل إنسان منهم يؤمل العيش: والمرء قد يرجو الحيا ة مؤملاً والموت دونه تنفك تسمع ما حييـ ـت بهالك حتى تكونه