فلذلك لابد أن يدرك الإنسان حقيقة هذا العمر وعدته فيه، والمخاطر التي تهدده وتحيط به: وقد صح في صحيح البخاري (أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطاً مربعا، ثم خط خطاً بداخله، وخط خطاً خارجاً منه، وخط خطوطاً معترضة في جانبيه، ثم وضع إصبعه على الخط الداخلي فقال: هذا الإنسان، ووضع إصبعه على الخط الخارجي فقال: وهذا أمله، ووضع إصبعه على الخط المعترض وقال: وهذا أجله، ثم أشار إلى الخطوط الأخرى فقال: وهذه هي أعراض إن أخطأه هذا أصابه هذا).
فأمل الإنسان طويل، يكون الإنسان لم تغرب عليه شمس هذا اليوم إلا وقد قدم إلى ما قدم، وانتقل عن هذه الدار إلى الدار الآخرة، ومع ذلك هو الآن بعد العصر يفكر فيما سينجزه غداً وبعد غد، وفي الشهر القادم، ويفكر في مشاريعه المستقبلية.