الإنسان بين الخاطر الإلهي الملكي والخاطر الشيطاني النفسي

Q ما الفرق بين أمر النفس بالسوء.

وأمر الشيطان الذي يأمر بالسوء أيضاً؟

صلى الله عليه وسلم الخواطر التي تعتري الإنسان أربعة أقسام: خاطر إلهي -أي: رباني-، وخاطر ملكي -أي: لمة الملك-، وخاطر شيطاني، وخاطر نفساني.

فهذه أربعة أقسام.

فالخاطر الرباني هو ما يلقيه الله سبحانه وتعالى في قلب عبده المؤمن، ولا يكون إلا خيراً، وهو غير متذبذب، وينال الإنسان بأدائه سعادة عظيمة، ويستشعر فرحاً عظيماً وراحة قلبية عجيبة، وذلك عندما يؤدي هذا الذي ألقي في قلبه أن يفعله، فينام الإنسان على فراشه فيستيقظ وقد ذهب الكرى من عينيه بالكلية، فيأتي خاطر في قلبه أن يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين يعفر وجهه لله في هذا الوقت الذي قد شغل الناس فيه عن طرق باب الله، منهم من شغل بالنوم، ومنهم من شغل بالغفلة، ومنهم من شغل بالكفر، ومنهم من شغل بالمعصية، فيستفتح هذا الباب فيفتح له، كما قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي رحمه الله: الحمد لله الذي أذن لعباده بطاعته، فخروا بين يديه متذللين، ولوجهه معظمين، لم يغلق بينه وبينهم باباً، ولا أسدل دونهم حجاباً، ولا خفض أودية ولا رفع شعاباً.

فهؤلاء استشعروا عظم هذا الموقف حين أذن لهم بطرق هذا الباب الذي لم يؤذن بطرقه لكثير من الناس، استشعروا طعم صلاة الليل والناس نيام، واستشعروا الإقبال على الله سبحانه وتعالى بقلوب مطمئنة، فلذلك كانوا أهل الله سبحانه وتعالى وخاصته في هذا الوقت وأهل المناجاة والقرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015