Q هنا من يرى أن أفضل أسلوب وأسلمه مع حكام المسلمين اليوم، هو أن يتخذ الدعاة معهم أسلوب التصالح والنصح الكيس بما يضمن استيعابهم، وعلى الأقل يحقق الحماية والسند للدعوة الهادئة المتدرجة المتبصرة، وأنه لا مبرر لليأس من هداية هؤلاء الحكام والتأثير، عليهم، فما هي قيمة هذا الرأي شرعاً وواقعاً؟
صلى الله عليه وسلم أن هذا الرأي منطلق من واقع المسلمين المنهزم، الذي ينطلق فيه الناس من تجارب فاشلة، قد خاضها أقوام دون أن يعدوا لها العدة في أماكن مختلفة، وفي حقب تاريخية متباينة، وهذا الأسلوب قد مر به من قبل الشيعة، فقد خرج كثير من آل البيت في ثورات متعددة لم يكتب لشيء منها النجاح، فأصيب شيعتهم باليأس، فأرادوا التسليم لأي قائم بالأمر ومناصحته، حتى لو كان كافراً فيكونون بجنبه على المسلمين، حتى غير ذلك الخميني بثورته الجديدة التي تسمى ولاية الفقيه، ولذلك فإن هذا الأسلوب إذا كان يقتضي التنازل عن نصرة دين الله تعالى والرضا بالواقع المرير، وعدم السعي لتغييره، فهو ترك لما أمر الله به جملة وتفصيلاً.
ونحن لا ننكر أنه على المسلمين أن يأخذوا بأسهل الأسباب وأيسرها، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ولا قطيعة رحم، وأن عليهم كذلك أن يأخذوا بأيسر المصالح وأكثرها تحقيقاً لما يطلبونه ويريدونه من الأهداف، وأن عليهم أن يوازنوا بين المصالح والمفاسد، فهذه أمور لا نختلف فيها، لكن هذا الطرح لا يمكن أن يؤدي إلى إقامة دولة للإسلام ترعاه وتقوم بمصالحه، بل سيتربى الناس على الاستسلام المطلق، فإذا حكم النظام العالمي الجديد أو هيمنت أمريكا أو هيمنت أية دولة كفر أخرى فسيسلمون لها وينقادون لها تمام الانقياد.