إن هذه الخشية التي ذكرنا آثارها ومظاهرها، وعلامة نقصها؛ أمر عظيم كما ذكرنا، وقيمة من قيم الإيمان، فعلى كل إنسان أن يحرص على تحقيقها وأن يحرص على زيادتها بعد تحقيقها، ونحن نعلم أن أصحاب الغفلة المعرضين عن الله تعالى، سر ذلك فيهم أحد أمرين: إما الشهوة وإما الشبهة، فهما المرضان اللذان يضادان خشية الله تعالى، فلا بد من علاج هذين المرضين.
ولا بد أن ينتبه الإنسان لنفسه حتى يشخص مرضه بأي المرضين قد ابتلي، فإذا كان قد ابتلي بالشهوة، فعلاجها يسير جداً وهي أهون من الشبهة؛ لأن الشبهة أمر عقدي قلبي، وهي صعبة الإزالة، وأما الشهوة فهي أمر ظاهر يسهل علاجه.