رام به: رام بهذا النظم وطلب به (نعش ذماء المحتضر).
نعش إنعاشاً وتقوية، ذماء: بقية الروح، والمحتضر: الذي قد أشرف على الموت.
قوله: (مما خليل قد وعى في المختصر) معناه: مما جمع خليل في مختصره في الفقه المالكي، وهذا المختصر جمع فيه خليل فأوعى، ولذلك قال ابن القيم: لم تزل ألطاف الله بالمالكية حتى أخرج لهم غلاماً جمع لهم مذهبهم في كراريس يتأبطها الرجل ويخرج، يقصد بذلك خليلاً، أي: جمع المذهب كله في أوراق يتأبطها الرجل ويخرج.
فهذا معنى قوله: (مما خليل قد وعى في المختصر) وهو هنا يبين أن ما ذكر في المختصر أصبح محتضراً لقلة العناية به؛ ولأن الناس قد ابتعدوا عما كانوا عليه من قبل من العناية بهذا المختصر وحفظه وتداركه، فقد وضع عليه القبول وشرح ثلاثمائة وثمانين شرحاً، وطبع منها عدد كبير، وأصبح المرجع في الفتوى في مذهب مالك، وحتى في غيره فإنه مرجع نابليون في القانون الذي وضعه، وهو القانون الفرنسي، عندما قامت الثورة الفرنسية فقد صرح في مقدمة قانون نابليون أن من مراجعه مختصر خليل في الفقه المالكي.