ذكر العلامات الصغرى للساعة

أما العلامات الصغرى، فمنها: (أن تلد الأمة ربتها)، وفي رواية: (أن تلد الأمة ربها)، وفي رواية: (أن تلد الأمة بعلها)، كل هذه روايات صحيحة.

والمقصود بها: كثرة العقوق؛ وكذلك اتخاذ أمهات الأولاد وانتشار ذلك، وكذلك تفكك الروابط الاجتماعية المؤلفة بين الناس.

ومنها: (أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، أو: (أن يكونوا سادة الناس)، كل ذلك من الروايات الصحيحة.

وكذلك رفع الأمانة، وأن يوسد الأمر إلى غير أهله، وكذلك رفع العلم، وأن يكثر الجهل.

وكذلك أن يكثر النساء، ويقلّ الرجال حتى يكون خمسون امرأة للرجل الواحد، وكذلك من هذه العلامات تقارب الزمان: (حتى تكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاشتعال السَّعفة).

وكذلك بسط الدنيا، وفتح أبوابها على الناس؛ وأن يحسر الفرات عن كنز من ذهب، يقتتل الناس عليه قتالاً شديداً؛ وكذلك النار التي تخرج من المدينة فتضيء لها أعناق الإبل ببُصرى، وقد خرجت؛ ففي القرن السابع الهجري ثار بركان المدينة الذي من الحرة الشرقية.

وكذلك الفتن التي حصلت في هذه الأمة وتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك فتوحات البلدان، وكذلك قوله لـ حذيفة في تبوك: (لئن طالت بك حياة لترين ما هاهنا قد ملئ جناناً)، وذلك قوله: (إن جزيرة العرب ستعود أنهاراً ومروجاً)، وغير هذا من الأشراط الصغرى التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعض الناس يعد أشراطاً وسطى، مثل: النار التي تخرج من المدينة، والجيش الذي يخسف بأوله وآخره، فهم يعدون هذه من الوسطى، لا من الأشراط الكبرى ولا الصغرى، ومنها: فتح رومية وخراب المدينة، وفتح بيت المقدس في آخر الزمان، لكن يبدو أن هذه الأخيرة متسلسلة تأتي مع الأشراط الكبرى؛ لأنه جاء في الحديث أن يكون ما بين فتح رومية وقرب الدجال أقل في شهرين، وخراب المدينة إنما يكون بتركها: (لتتركن المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي، حتى يأتي ذئب أبيض فيدخل المسجد لا يرده أحد، حتى يغدو على المنبر، فيبول عليه)، وإنما يكون ذلك -في ظاهر الحديث- فيما يقتضي موتاً ولا يفسد بناءً، ونحن نفهم اليوم نظير هذا من القنابل التي لا تهدم البيوت، ولكنها تقتل كالغازات السامة وغير ذلك؛ لأنه: إذا كان آخر يدخلها راعيان من مزينة ينعقان بغنميهما، حتى إذا بلغا ثنية الوداع انكبا على وجوههما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015