Q هل كانت الأمم السابقة مثل قوم نوح وصالح وهود يعتبرون أقوى من الأمم التي بعدهم إلى قيام الساعة؟
صلى الله عليه وسلم لا، هذا ليس مطرداً على التسلسل، فالله سبحانه وتعالى أخبر عن عاد أنه زادهم بسطة على قوم نوح كقوله: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} [الأعراف:69]، فقد تكون الأمة اللاحقة أقوى من الأمة السابقة، وهذا باعتبار حالهم وحال من تحت يدهم من الناس، مثلاً: قوة عاد إنما هي باعتبار تجبرهم على الناس وضعف الناس في زمانهم، فلم يبق أحد على وجه الأرض يستطيع معالجتهم ولا الوقوف في وجههم، فأهلكهم الله بالريح وسخرها عليهم ثمانية أيام حسوماً.
وكذلك فرعون الذي قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]، ولم يستطع أحد منهم أن يستنكر ذلك، ولم يرض بسلطان الأرض فقط حتى أمر هامان أن يبني له صرحاً ليصعد إلى السماء، فهذا باعتبار زمانهم وحال الناس في ذاك.
وكذلك اليوم، فالأمم الكافرة الموجودة اليوم وإن كانت لها من وسائل التكنولوجيا والتقدم ما ليس لدى أولئك، لكن هذا مشترك موجود لدى غيرهم بخلاف السابقين، فأمريكا اليوم مثلاً يمكن أن تعارضها الصين، ويمكن أن تعارضها غيرها، فهزمتها فيتنام وهزمها المجاهدون في الصومال، وهزمها إلى حد كبير المكسيكيون حين كانت الحروب بينهم سجلاً في جنوب أمريكا.