وشرح الأولية بقوله: (كان ولم يكن سواه)، وهذا لفظ حديث: (كان الله ولا شيء معه)، فالمقصود بذلك سبقه للزمان وأنه لم يمض زمان وهو غير موجود فيه، ولم يسبق عليه عدم قط، فمن أجل هذا قال: (كان ولم يكن سواه)، ومعناه أنه سبق مخلوقاته كلها، فقد كان الله ولا شيء معه، ثم بعد ذلك خلق الخلق، ولم يزل يخلق ما شاء.
(ولم يكن سواه): جملة حالية مقرونة بالواو، أي: والحال أنه لم يكن سواه، والمقصود بسواه: كل المخلوقات، ولا يدخل في ذلك صفات الله لأنها ليست من خلقه، فإذا قلنا: (كان) اشتمل ذلك على ذاته وصفاته كل ذلك كان موجوداً، فلم يستفد من الخلق صفة الخالق، فهو الخالق ولا خلق، وهو الرازق ولا رزق ولا مرزوق، وهو العالم ولا معلوم، فكل هذه الصفات كان متصفاً بها قبل أن يخلق خلقه، ولم يتجدد عليه أي شيء، لكن تجددت الأفعال فقط وسيرد مثل ذلك.