ثم أوصي كذلك بعد معرفة الفضائل وبعد الأخذ بالأعلى فالأعلى: أن يكون هناك نوع من الصرامة والشدة في محاسبة النفس، فلا تنزل من الأعلى الذي تحده لنفسك حتى لا ينقص الأمر شيئاً فشيئاً، فإن قررت أن تقرأ جزءاً فلا ترض بجزء إلا آية؛ لأنك إن قبلت بقصور آية قبلت من بعد بتقصير آيتين، وسهل عليك تقصير الثلاث، ولم يكن عندك مانع في تقصير الأربع، ويمر عليك تقصير الخمس وأنت غير مكترث، وهكذا.
فحاسب نفسك، وكل نقص عما أردته وعزمت عليه تداركه مباشرة في وقته وآنه حتى لا تسمح لنفسك بأن تهبط وتهبط وتهبط، ثم تضعف وتضعف وتضعف، وهذه أيضاً وصية ثالثة.