إذا أردنا تطبيع إسلامنا أنكره علينا من ينكر، مع أن لنا الحق في ذلك، فنحن بلد دينه الإسلام، وهذه هي بلاد الإسلام، والمجتمع الذي يعيش في هذه البلاد مجتمع مسلم، ليس بين أفراده من يدين بغير الإسلام، ثم مع هذا كله نجد من يقول: لم يكون الإسلام حاضراً؟ ولم يكون حاكماً؟ ولم يكون هو في حياة الناس واقعاً وظاهراً؟ أمر عجيب، ولكنه يرى مع كل ذلك.
تعميم من ولي الأمر ورأس الدولة نصه يقول: إن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاط بالرجال، سواء في الإدارة الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة والخاصة أو الشركات والمهن أمر غير ممكن، سواء كانت سعوديةً أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعاً، ويتنافى مع تقاليد هذه البلاد، وإن كان هناك دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها، أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية الرفع عنه.
فلماذا نحن نرى أن هذا هو الأصل في ديننا، وفي نظام بلادنا، وفي توجيهات وتعليمات المسئولين عندنا، ثم بعد ذلك لا نزال نرى أن بعضاً منا قد يتحسس من أمر من أمور الشريعة أو يتوجس منه! إن الشاذ هو أن نرى امرأة غير متحجبة، إن الغلط والخطأ هو أن نرى صوراً من الاختلاط، والأصل أن يرد إلى أصله من دين الله ومن نظام البلاد؛ ولذلك ينبغي علينا أن نطبع الإسلام في واقعنا؛ لأنه ديننا، ولأنه نظام دولتنا، ولأنه واقع حياتنا الاجتماعية، ولأنه لم يكن غيره.
وانظروا إلى البلاد الأخرى، يكون فيها ما يسمى بالمعارك الطويلة العريضة؛ لأجل أن يضيفوا كلمة واحدة، مثل: دستور الدولة الإسلام، والأحكام أساسها الإسلام، ونحن ليس عندنا شيء من ذلك، كله في السياسة التعليمية والإعلامية يتطابق مع الإسلام، لكن نحن الذين نقصر في التشرف بديننا، وفي إعلان هذه الأنظمة وإشاعتها، والتشبث بها، وبيان أن مخالفها مخالف للدين أولاً، ولنظام البلاد ثانياً.