نحن في بلد الإسلام، فمن الطبعي أن يكون الدين الإسلامي حاكمنا، وأن تكون شرائعه هي فصل ما بيننا، وأن تكون آدابه هي الأمر الذي يشيع في واقعنا، وأن تكون أحكامه وكل ما يتصل به هو الذي تخفق به قلوبنا وتتكلم به ألسنتنا، وغيره هو الشاذ المرفوض، وكل أحد يتعامل معنا ينبغي أن يعرف ذلك وأن يراعيه، فدستور هذه البلاد في أول مادة من مواده: المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولغتها العربية.
وفي مادة أخرى وهي المادة الحادية والأربعون تنص على أنه: يلتزم المقيمون في المملكة بأنظمتها، وعليهم مراعاة قيم المجتمع السعودي، واحترام تقاليده ومشاعره.
هو الذي جاء إلى بلدي فعليه أن يتطبع مع واقعي، وأن يستجيب لحكمي والسائد في نظامي، هل رأيت بلداً ذهبت إليها غير نظامه لأجلك أنت أيها الزائر؟! فما بالنا نرى ملتقيات أو منتديات تكرس عكس ذلك، وتريد أن تقنعنا بأنه من لوازم ما نحتاج إليه لتحسين صورتنا في العالم! أي صورة هذه التي نريد أن نحسنها بتشويه انتمائنا إلى ديننا وعقيدتنا وتاريخنا وحضارتنا؟! وانظر كذلك إلى أمور كثيرة، نحن عندما نقول نريد الإسلام في كل شأن من الشئون، لاسيما في الناحية الاجتماعية، في حجاب المرأة المسلمة -مثلاً- وحشمتها وعفتها، ليس ذلك قولاً نقوله من عند أنفسنا، إنه كتاب الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب:59].
ثم يأتينا النبي صلى الله عليه وسلم ويخبرنا بحقائق الاختلاط ومثالبه، فيقول عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء، قلنا: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت) أي: أقارب الزوج، ثم يقول صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).
ولقد عجبت أيما عجب، عندما شاهدت وسمعت بأذني حواراً عجيباً على قناة إعلامية، شاب وفتاة متبرجة يتحدثون بهذا الأمر، وبأن هناك حديثاً يقول كذا وكذا، فتنطق الفتاة في مقام الإفتاء، أو الإصدار عن قول لهيئة كبار العلماء أو نحو ذلك تقول: نعم، إن الرسول قال: (إن الشيطان ثالثهما)، لكنه لم يقل إنه سيغلبهما، فقد يكون ثالثهما، ولكنهما ينتصران عليه ويغلبانه، فلا يتأثران بشيء من هذه الشهوات الآثمة، ويمضي الفتى وبيده الفتاة، والآخرون يرون ذلك ضرباً من سهم سليم، وسلوك حضاري راق.
هذا الذي يراد أن يروج ويراد أن يطبع.