يوم عرفة تتجلى فيه قيمة الدنيا الحقيقية

وفي صعيد عرفات تتجلى الدنيا بقيمتها الحقيقية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها: (لو كانت تعدل عند الله جل وعلا جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)، وأخبر صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)، وفي الحج وفي مقام عرفة وغيره يشعر المسلم بقيمة هذه الدنيا، فلا تراه يبني في تلك المواقع دوراً، ولا يشيد قصوراً؛ لأنه يعلم أنها أيام قلائل ثم يأتي الرحيل، وحينئذ يستعد لما بعد ذلك اليوم، وإلى أوبته إلى دياره الأولى، وإلى معاقله الأصيلة، واعلم أنك في هذه الدنيا مرتحل كأنك غريب أو عابر سبيل، فما بالك بها منشغل، وكأنك عنها غير مرتحل؟! انتبه وتأمل! فإن الله عز وجل قد جعل لنا في هذه المواقف عظات وعبر كثيرة، فينبغي لنا أن نتأملها وأن نحيا معها، وأن نسأل الله عز وجل فيها أن يبدل فرقة الأمة وحدة، وضعفها قوة، وشتاتها لحمة وتوحداً، ونسأله جل وعلا أن يتقبل منا ومن عباده الصالحين، وأن يتقبل من الحجاج والمعتمرين: إلى عرفات الله يا خير زائر! عليك سلام الله في عرفات ويوم تولي وجهة البيت ناظراً وسيما مجال البشر والقسمات على كل أفق بالحجاز ملائك تزف تحايا الله والبركات فالله نسأل أن يوفقنا للصالحات، وأن يصرف عنا الشرور والسيئات، وأن يوفقنا للتوبة، وأن يتقبل منا خالص الدعوات، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015