أيها المسلمون: إنكم ترون ما بلغت الأمة الإسلامية الآن, إنها بلغت إلى مستوى انحطت معنوياتها فيه, ونزعت من قلوب أعدائها هيبتها, وتسلط الأعداء عليها بقوة السلاح, فغزوها غزواً عسكرياً, تلكم اليهود وأعوانهم الشرذمة القليلة التي استحلت المسجد الأقصى, والمسلمون منشغلون في الخلافات, وتلك الشيوعية الحمراء وهي تقتل وتشرد وتبث مذهبها الهدام, وتلكم النصارى وهم يبثون النصرانية ويعثون في الأرض فساداً من كل ناحية, كل ذلك وغيره من المبادئ الهدامة التي تبدد الأفكار وتهدم الأخلاق، وتبرهن وتعلن أنها جاءت لما رأت الضعف بالأمة الإسلامية.
ولما رأت الكثير يتخلى عن دينه وهذه والله هي المصيبة العظمى -يا عباد الله- والله ثم والله إنها هي المصيبة العظمى يا أمة الإسلام، أعداء الإسلام لما رأوا الكثير يتخلى عن دينه ويتباعد ويزعم الزعم الخاطئ أن الحكم بما أنزل الله قد انقضى وقته وانقرض أهله فلا يطابق هذا العصر ولا يتناسب مع أهل هذا العصر, وما هو إلا رجعية وتخلف إلى الوراء, وكل ذلك زعمٌ باطل من الذين غسل مخهم أعداء الإسلام وأعداء المسلمين من الشيوعية والرأسمالية , ولا يقول ذلك ولا يدعي ذلك إلا من رضي بالقوانين الوضعية والله تعالى يقول وهو أصدق القائلين: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
أيها المسلمون: لعلنا نتساءل، ثم نتساءل لماذا سلطت الأعداء من كل ناحية، ومن كل جنس على الأمة الإسلامية؟
فالجواب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11] فلما غير البعض من المسلمين الطاعة بالمعصية غير الله عليهم أحوالهم {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:46].