إن غالب هذه الاحتفالات بالمولد مع كونها بدعة, لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى, كاختلاط النساء بالرجال, واستعمال المعازف في الأغاني المسماة بالأناشيد وغيرها, وفي بعض البلدان يشربون المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور, وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك, وهو الشرك الأكبر, وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به، وطلب المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس عند احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره مما يسمونهم بالأولياء, وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين}.
ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة, ويدافع عنها, ويتخلف عما أوجبه الله عليه من حضور الجمع والجماعات, ولا يرفع بذلك رأساً ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً, ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان, وقلة البصيرة, وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي.
نسأل الله بمنَّه وكرمه أن يعافينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا وأن يردنا إليه رداً جميلاً, وأن ينصر دينه, ويعلي كلمته, وأن يبعث لدينه ناصراً, يحيي الدين ويؤذن في تلك البلدان التي فشا فيها الابتداع, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.