قال رحمه الله تعالى مخبراً عن أحوال أولئك الذين يتتبعون طرائق الشيطان في الدنيا، يخطط يرسم لهم، وهم يمشون في مخططاته، نسأل الله العفو والعافية، وقد حذر الله من خطوات الشيطان، حذر منها في عدة آيات من القرآن:
أما إذا ما كنت فيها مجرماً متتبعاً لطرائق الشيطانِ
ثكلتك أمك كيف تحتمل الأذى؟! أم كيف تصبر في لظى النيرانِ؟!
فإذا تفرق عنك صحبُك وانثنى حُمَّالُ نعشك جاءك الملَكانِ
يعني: إذا وضعوك في قبرك، وتفرقوا عنك -لا إله إلا الله- لن يسكنوا معك في القبر، الله أكبر!
جاءاك مرهوبين من عينيهما تُرمى بأشواظ من النيرانِ
سألاك عن ربٍ قديرٍ خالقٍ وعن الذي قد جاء بالقرآن
فتقول لا أدري وكنتُ مصدقاً أقوال شبه مقالة الثقلانِ
فيُوَبِّخانك بالكلام بشدةٍ وسيضربانك ضربة السَّجانِ
فتصيح صيحةَ آسِفٍ متوجِّعٍ ويجي الشجاعُ وذاك غولٌ ثاني
ويجي الرفيق فيا قباحة وجهه فكأنه متمردٌ من جانِ
أي: العمل الخبيث، يأتيه في قبره.
وتقول يا ويلاه مالي رجعةٌ حتى أحل بساحة الإيمانِ
الله أكبر!
أخي في الله! تب إلى الله عز وجل قبل أن تقول ذلك كما قال الله سبحانه وبحمده مخبراً عن أحوال أهل التفريط: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] لماذا؟ {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون:100].
ولن يجاب إلى هذا المطلب: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:100].