فيا أخي في الله! ويا أختي في الله! البدار البدار بالتوبة النصوح {ومن تاب تاب الله عليه} من تاب صار من أحباب الله، يقول الرب جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة:222] إذا تبت إلى الله، وإذا تبتي إلى الله أمة الله؛ فإن الله يبدل السيئات حسنات، الله أكبر!
الرسول صلى الله عليه وسلم الذي غُفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول: {والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة}.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غَفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقد نادى الناس جميعاً وهو الرحيمٌ بأمته صلى الله عليه وسلم فقال: {يا أيها الناس: توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
والحديث في صحيح مسلم.
فيا أخي في الله! ويا أختي في الله! الله الله بالتوبة النصوح ما دمتم في زمن الإمكان، قبل أن يحصل التحسر والتأسف إذا نزل هاذم اللذات.
ثم يا أخي في الله: إذا وفقك إلى التوبة النصوح بادر بالأعمال الصالحة التي تقربك من الله جل وعلا.
يقول الرب جلَّ وعلا في الحديث القدسي: {وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعه به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه}.
ثم أخي في الله: إذا مت على حالة ترضي الله عزَّ وجلَّ، وترضي رسوله صلى الله عليه وسلم فأبشر، فإن الله أعد لمن أطاعه وأطاع رسوله الجنة، نسأل الله من فضله الجنة، يقول الله جلَّ وعلا: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:25].
ويقول جلَّ وعلا: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً} [النساء:124].