فكم نسمع بآذاننا، ونرى بعيوننا من الحوادث التي تقشعر منها الجلود، ويندى لها جبين كل رحوم، وكم تُحدِّث: أصبح أولاد فلان أيتام، وأصبحت نساؤه أرامل، وكم نسمع: لقد ذهب فلان وأهله وأولاده ضحية حادث، فهل ارتدع البعض من الناس عند سماع هذه الأخبار؟ كلا والله، فإنهم في غيهم يعمهون، وعلى السرعة الجنونية مستمرون، نتيجة ذلك وحاصله نقص الإيمان، وعدم احترام الأرواح البريئة، وقسوة القلوب التي أثرت عليها عوامل الشر والفساد من أكل الحرام، واستعمال المخدرات التي فشت وانتشرت، نسأل الله أن يقطع دابر من يستوردها، وأن يجعله فريسة لسباع البر قبل أن يدخل بها بلاد المسلمين.
يا عباد الله: احذروا من السرعة، احذروا يا من تعرضون أنفسكم وأهليكم وأولادكم للخطر وأنتم لا تشعرون! احذروا أن تقعوا في وعيد الله، في هذه الآية الكريمة التي يقول فيها: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} لكن إذا اعتديتم وتجرأتم وتعديتم الحدود وحصل منكم بعض الأسباب التي جنيتم بها على أنفسكم من قتل أو غيره فعند ذلك سقطت حرمتكم من عين الله عز وجل، وحل بكم هذا الوعيد {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً}.