يا عبد الله: بادر بزواج هذه الفتاة، حتى تحظى بالأجر العظيم.
يقول لي بعض المشايخ الثقات: زار رجلٌ أختاً له بالمستشفى، وقد تقدم بها السن ولم تتزوج، ولما أراد أن يزورها في آخر لحظة، قالت: اقترب مني يا أخي! فلما اقترب منها، قالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني من الزواج، وفاضت روحها، فجعل يطرق الأبواب ماذا يعمل؟ أفتوني أفتوني؟ ولكن هيهات هيهات! فات الأوان يا عبد الله!
ورجل أراد أن يكوي امرأة فيها مرض الجنب، فلما اقترب منها وإذا هي متقدمة في السن، قال: ارفعي ثديك إن كنت ترضعين ولدك، قالت: يا شيخ! أنا لم أتزوج إلى الآن، وحرم الله من حرمني من الزواج من الجنة.
هكذا تدعي عليكم البنات والأخوات وأنتم لا تدرون يا مساكين! أنت أصبحت حياتك أنه إذا ظهر راتبها ذهبت لتأتي به من البنك، وما تدري ماذا تقول لك؟ لعلها تدعو عليك بكل درهم من هذه الدراهم دعوة، وأنت لا تدري يا مسكين!
نعم والله، ما أديت حق الله فيها إذا كنت ربيتها وأدَّبتها فابحث عن زوج لها، لا تأخذ ما صرفته عليها.
بعض الناس يقول: لماذا لا نأخذ من الراتب؟! نأخذ من راتبها وإذا استمتعنا خمس سنوات أو ست سنوات نزوجها، ثم يأتي إنسان يخطبها وقد صارت في السن متقدمة، فهل يقدم صاحب سن العشرين على أم الأربعين؟ لا والله.
إلا إذا كان فيه نقص أو عيب ورده الناس فإنه عند ذلك يفرح ويتزوج بهذه.
وإن كان البعض يقول: الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من خديجة وهي في الأربعين من عمرها وهو صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين من عمره نقول: صحيح.
ولكن هل يوجد في زماننا هذا؟
لا يوجد.
تقول المرأة: أريد شاباً وقد تقدمت في السن، وإذا جاء رجل يريد أن يخطب ومعه امرأة، قالوا: لا نريد التعدد، لماذا؟ لأننا سمعنا في فلم أذيع في التلفاز أنه يحارب التعدد وأنه يجلب للزوج الجنون -مع الأسف الشديد- فقاتل الله أعداء الإسلام وأعداء المسلمين كما غزونا فكرياً، قاتلهم الله ثم قاتلهم الله.