عباد الله: اتقوا الله عز وجل، يقول أبو بكر رضي الله عنه: [[أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى]] ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: [[التمسوا الغنى في النكاح]] ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: {ثلاثة حقٌ على الله عونهم، ومنهم: الناكح يريد العفاف}.
وهذه: {امرأة أهدت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقبلها صلى الله عليه وسلم، وكان عنده رجل جالس، قال: زوجنيها يا رسول الله! قال: هل عندك شيء؟ قال: لا.
قال: التمس ولو خاتماً من حديد قال: ولا خاتماً من حديد -فزوجه بتلك المرأة بأي شيء يا عباد الله؟! - فقال له: تعلمها ما معك من القرآن وهذا مهرها}.
ويقول صلى الله عليه وسلم: {إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير} أي فتنة أكبر من هذه يا عباد الله؟
ففي هذا التوجيه القيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإنذار والتحذير من واقعنا المرير الذي وقع فيه الكثير من الناس، من التأخر في الزواج، ومن المتاجرة في الفتيات، والمباهات في المغالات في المهور، حتى أثقل كاهل الشباب، وتقاعسوا عن الزواج، وصار البعض من الشباب -اسمعوا هذه الفتنة، وهذا الشر الكبير، وهذا الفساد الكبير الذي خافه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم- لا يفكر إلا أن يحصل على قليل من النقود، فيذهب خارج البلاد ليقضي وطره في تلك البلدان التي فيها الإباحية والزنا واللواط، وفيها مسارح العار والشر المستطير، ثم يرجع حاملاً معه كل فتنة وشر وهلم جرا.
فلو تعاون الشباب وأولياء أمور الفتيات لكان ما ينفق في الفساد خارج البلاد فيه كفاية، أما إذا دام الوضع هكذا الفتيات يحجر عليهن في البيوت، الأب يشترط ألا يزوجها حتى يأخذ قسطاً من راتبها، وهي في البيت، تمر عليها السنون تلو السنين، والشباب يتقلب على جمر نيران الشهوات، أتعبوا السيارات بالتفحيط، وأذهبوا أخلاقهم بما لا يرضي الله ولا رسوله، كل هذا من نار الشهوات التي ثارت في قلوبهم، وأنتم تعلمون ما فتح الله علينا من الدنيا، ومن هذه المأكولات التي تهيج الشباب، والتي تأجج نار الشهوة في الشباب، هذه المأكولات التي لم تمر على أسلافنا من قبل، ولمَّا كان أسلافنا -آباؤنا وأجدادنا- حياتهم دائماً تعب وهم يشتغلون، وطعامهم قليل، لا تراهم يفكرون في الفساد، ترى الرجل منهم يفرح بالساعة التي يرتاح فيها، أما نحن لما كثرت عندنا المأكولات والمشتهيات والفراغ والماديات صار الكثير من الشباب لا يهمه إلا ممارسة الفساد، كيف لا وهو يعيش بين أشرطة الفيديو والسينما والصور الخليعات والمجلات الماجنة؟
التي طالما تمناها أعداء الإسلام لإفساد المجتمع المسلم، والتي يميتون بها القيم والآداب الإسلامية.
هذه المسلسلات يحبذون بها حلق اللحية، يحبذون بها الخنفسة، يحبذون بها التختم بالذهب، وتعليق السلاسل في العنق وغيرها من العادات الآثمة التي تشن حربها على الآداب الإسلامية، وعلى الأخلاق الفاضلة، فمتى نستيقظ يا عباد الله؟! ومتى نرجع؟!
ومتى نفكر أن أعداء الإسلام وأعداء المسلمين هم لنا أعداء، بما ينشرون وما يبثون وما يرسلون؟
متى نستيقظ يا عباد الله؟!
نستيقظ إذا رجعنا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلنا حلقاً نتذاكر فيها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة السلف الصالح، فإلى ذلك -يا عباد الله- والمسابقة المسابقة.
هداني الله وإياكم سواء السبيل، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجنبنا وإياكم ما يبغضه ويأباه، إنه على كل شيء قدير، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.