سعيد بن المسيب سيد التابعين -رحمه الله تعالى- لما انقطع عنه طالب من طلاب العلم، فسأله عن انقطاعه؟
فقال: كنت أمرض زوجتي وتوفيت، فقال: هل تريد أن أزوجك ابنتي؟
فجعل يُفكِّر في أن ابن السلطان طلبها منه فمنعه عنها، وما منعه عنها يريد الدنيا ولا الطمع، ولكنه يريد الدين والعفة، فقال: هل تريد أن أزوجك ابنتي؟
فقبل هذا الطالب، وتأخر ثلاثة أيام يهيئ لهذه البنت المكان، وما درى إلا وسعيد بن المسيب يطرق عليه الباب، وقال: السلام عليكم! قال: من بالباب؟ قال: سعيد، فجعل يفكر من سعيد؟ لأن سعيداً كان من المسجد إلى بيته أربعين سنة، من سعيد؟
قال: سعيد بن المسيب، وفتح الباب، وأدخل عليه زوجته، ودعا له.
الله أكبر يا عباد الله! ليس عيباً أن تبحث لابنتك أو أختك إن كانت يتيمة وكانت في حجرك، ليس عيباً أن تبحث لها عن زوج تقي! نعم.
إنما العيب أن تأتي بالسائق يذهب بها إلى المدرسة وإلى المستشفى وحدها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك أشد النهي، هذا هو العيب -يا عبد الله- إن كنت تعرف العار والعيب.
نعم! تزوج -يا عبد الله- لا يغرك الذين يقولون: لا تتزوج حتى تهيئ البيت السعيد، وحتى تجمع المادة!! لا.
بل تزوج والله سبحانه وتعالى هو الذي خلقك وتكفَّل برزقك، يقول جلَّ وعلا: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود:6].