أيها المسلمون: انتبهوا على ما يلقى عليكم وارعوا الأسماع، عباد الله! إن الارتداد عن دين الإسلام والعياذ بالله إلى الكفر تارة يكون بترك الإسلام بالكلية إلى ملة من ملل الكفر، وتارة يكون بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام مع بقاء التسمي بالإسلام، وأداء شعائره، فيكون محسوباً من جملة المسلمين وهو ليس منهم، وهذا أمر خطير وموقف دقيق يحتاج إلى بصيرة نافذة، يحصل بها الفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال.
إذ كثير ما يلتبس هذا الموقف على كثير من الناس؛ بسبب جهله بنواقض الإسلام وأسباب كثيرة، فيظن أن من أدى شيئاً من شعائر الإسلام صار مسلماً ولو ارتكب شيئاً من المكفرات، وهذا الظن الفاسد إنما نشأ بالجهل بحقيقة الإسلام وما يناقضه، وهذا واقع مؤلم يعيشه كثير من الناس في عصرنا هذا، ممن لا يميزون بين الحق والباطل والهدى والضلال؛ فصاروا يطلقون مسمى الإسلام على من يؤدي بعض شعائر الإسلام، ولو ارتكب ألف ناقض نسأل الله العافية! نعم.
لو ارتكب ألف ناقض يسمونه مسلماً! ولم يعلموا أن من ادعى الإسلام ومارس بعض العبادات، ثم ارتكب شيئاً من نواقضه فهو بمثابة من يتوضأ ثم يحدث فهل بقي لوضوئه أثر؟!