أيها المسلمون! إن الإسلام ليس مجرد دعوى بلا حقيقة، ولا جمع بين المتناقضات.
إن الإسلام دين الحق والصدق، إن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله.
إن الإسلام وِحْدَةٌ كاملة لا تتجزأ، لا بد من القيام بشعائره وحقوقه، وتجنب نواقضه.
إن الإسلام دين ودولة، عبادة وحكم وعمل، دعوة وجهاد.
وبالجملة إن الإسلام يحكم جميع التصرفات والتحركات الصادرة من معتنقيه.
عباد الله! إنه لا يكون المرء مسلماً بمجرد الانتساب إلى الإسلام مع البقاء على ما يناقضه من الأمور القصرية، كما أنه لا يكفي مدح الإسلام والثناء عليه من غير تمسك بأهدابه وعمل بأحكامه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2 - 3].
فاليوم المنتسبون إلى الإسلام كثير، ولكن المسلمين منهم بالمعنى الصحيح قليل، واليوم نسمع كثيراً ونقرأ كثيراً من مدح الإسلام، ولكن إذا رجعنا إلى مجال التطبيق والعمل؛ وجدنا الشقة بعيدة بين حقيقة الإسلام وبين كثير ممن يمدحونه ويثنون عليه، هل نفع أبو طالب مدحه للإسلام؟!
هل نفع أبو طالب ثناءه للإسلام؟!
بل مات مشركاً كافراً في النار والعياذ بالله.
هل نفع الأعشى مدحه للإسلام؟!
بل مات على سوء الخاتمة والعياذ بالله.
أيها المسلمون! إنه لمن الظلم الواضح والضلال المبين أن نطلق اسم الإسلام على من لا يستحقه، لمجرد أنه يدعيه أو يمدحه أو يثني عليه، وهو بعيد عنه بأفعاله وتصرفاته، كما أنه من الظلم الواضح والضلال المبين أن نصف بالإسلام من هو مرتكب لما يناقضه من أنواع الردة، لمجرد أنه يصوم أو يصلي أو يمارس شيئاً من شعائر الإسلام، وهذا منا إما نتيجة جهل بحقيقة الإسلام، أو اتباع للهوى، وكلا الأمرين خطير وقبيح.