الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمرنا أن نكون له موحدين عابدين مخلصين، وأنزل القرآن على عبده ليكون هدىً للمتقين، وتنبيهاً للغافلين، وذكرى للمؤمنين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفي الله وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ودعا إلى التوحيد أساس الإسلام.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها المسلمون: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
عباد الله: إن دين الله واحد وطريقه واضح مستقيم، وإن الضلالة طرق متشعبة، ومتاهات كثيرة فاسمعوا وأطيعوا.
هذا ربكم يدعوكم في محكم البيان ويقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام:153] ثم ينهاكم جل وعلا عن طرق الضلال فيقول: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
أمة الإسلام: الحذر كل الحذر من سبل الضلال، فإن كل سبيل من سبل الضلال عليه شيطان يدعو إليه، فالسالك على طريق الحق تعترضه صوارف عن المضي في طريقه إلى طرق الضلال، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب، فهو يحتاج إلى علم بالطريق المستقيم وعلم بتلك الطُرق المضلة، ويحتاج إلى صبر وثبات على الحق.