الحمد لله المتفرد بالبقاء، ذي العزة والكبرياء، كتب مقادير الخلائق وأقسامها، وقدَّر أمراضها وأسقامها، سبحانه وبحمده له ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، رحمة من لدنه وفضلاً، وحكمة منه وعدلا.
أحمده سبحانه وأشكره على حلو القضاء ومره، وأعوذ به من سطوته ومكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مستزيداً من إحسانه وبره.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أحاطه ربه بتأييده ونصره، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون! الدور ثلاث:
أولاً: دار الدنيا.
ثانياً: دار البرزخ.
ثالثاً: دار الآخرة.
وابن آدم: روح وجسد، والدار الآخرة هي دار القرار التي يقوم فيها الناس لرب العالمين.
والنعيم المقيم، والعذاب الأليم، على الأرواح والأجساد، والقبر آخر منازل الدنيا وأول منازل الآخرة، وهو: {إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار} وشدته أمارة للشدائد كلها، وما يراه العبد فيه عنوان ما يصل إليه.