الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر الأرض والسموات، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: في هذا اللقاء المبارك المتجدد سنشرع الليلة في ذكر علم من أعلام القرآن المجيد، علم على قبيلتين ممن نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فسماهم الله جل وعلا في محكم كتابه: الأنصار، قال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100]، والأنصار اسم قرآني أطلقه الله جل وعلا، ثم أطلقه رسوله صلى الله عليه وسلم على قبيلتين من قبائل العرب أصلهما من اليمن كانتا تسكنان المدينة هما: الأوس والخزرج، ولن يكون معهم في هذا اللقاء أي علم آخر سنعرج عليه، وعلى هذا فإن الحديث عن الأنصار في هذا اللقاء المبارك سيكون حديثاً مستفيضاً أرجو الله أن يكون ثرياً بالمعلومات، مليئاً بالمعارف، محققاً للهدف، والله جل وعلا وحده هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.