وأما السبل التي تعين المؤمن على أن يتحلى بنشر هذه الخصائص -وما لم نذكره من خصائص المجتمع المحمدي- فأولها بلا شك: العلم بالله جل وعلا، فالعلم بالرب تبارك وتعالى مفتاح كل خير، ولا يتصور أن أحداً يعبد الله على منهج بين وطريق واضح وخشية في القلب وهو لا يعلم الله، فأعظم العلم معرفة الله، ومعرفة أسمائه وصفاته، وحتى يكون الحديث أوضح فإن إجلال الله جل وعلا في القلب مما ذكره الله جل وعلا في كتابه المبين يعين المؤمن على أن يعرف ربه، ولله المثل الأعلى، فأي شيء تريد أن تعرف كينونته لتصل إليه فلن تصل إليه إلا بإحدى ثلاث طرائق: إما أن تراه، وإما أن يراه غيرك فيصفه لك، وإما أن تقيسه على مثله، ولكي تزداد عظمة الله في قلبك فاعلم أن هذه الثلاثة منتفية في حق الله، فنحن لم نر ربنا، ولم يره أحد فيصفه لنا، وليس لله ند ولا مثيل ولا شبيه حتى نقيسه عليه، فسبحانك وبحمدك، ما عبدناك حق عبادتك.
فالعلم بالله جل وعلا مفتاح كل خير، وهو السبيل الأعظم للوصول إلى تلك الخصائص.