الناس سواسية

Q هناك كثيرٌ من الرجال -هداهم الله- يعملون عمل الجاهلية، وهم يقولون فلانٌ قبيلي، وفلان حضيري ما قولكم في ذلك؟ وما الأصل في هذا؟

صلى الله عليه وسلم لاشك أن الأصل هو قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: {أكرم الناس أتقاهم} وقوله صلى الله عليه وسلم: {لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى} .

فهذه الأشياء هي من خيوط العنكبوت، ومن عادات الجاهلية التي لا ينبغي أن يقام لها وزن، فالناس سواسية كأسنان المشط قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:95] .

أما ما يتعلق بموضوع الزواج، فأنا أقترح أن الزواج بين أناسٍ مختلفين في مثل هذه الظروف، قد يكون غير مناسبٍ، وإن كان جائزاً شرعاً بلا شك، ولا ينافي الكفاءة أن يتزوج قبيليٌ من غير قبيلية كما يقولون، أو يتزوج غير قبيلي من قبيلية هذا لا ينافي الكفاءة ولا حرج فيه شرعاً لكنه من حيث الواقع قد يرفضه الأقارب أحياناً، وقد يكون سبباً في خصومة ربما تؤدي في النهاية إلى فض وفك الارتباط بين الزوجين والطلاق، وقد تؤدي إلى مشاكل صعبة لا يستطيع الإنسان التخلص منها، والحمد لله أن الشاب الطيب يستطيع أن يجد فتاةً طيبةً مماثلةً له، دون أن يوقع نفسه في حرج في مثل هذه الأمور، وإلا من الناحية الشرعية لا حرج فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015