ففي عام (1258) م انطفأت تلك الشعلة الوهاجة عندما أقبل التتر بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان واستباحوا بغداد، واصطبغت دجلة بلون الدم من كثرة ما ألقي فيها من الجثث كما اصطبغت بلون الحبر من كثرة ما ألقي فيها من الكتب، فكانت نهايةً لمجدٍ وحضارة، واشتعلت الحرائق حتى اعتكر دخانها غيماً أسود عظيماً في سماء بغداد، واغتيلت حضارةٌ من أغنى الحضارات الإنسانية، إنها حضارة الإسلام.