Q إن عندي مشكلة طالما عانيت منها، وهي: أنني قد هداني الله -إن شاء الله- إلى الطريق السوي، لكن أخي الأكبر تضايق من ذلك وتغير سلوكه نحوي؛ حيث كان قدوةً ومعلماً لي، وأنا مستغرب من فعله هذا، فتغيَّرت من جراء ذلك أحوال البيت، أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيراً
صلى الله عليه وسلم الذي يظهر من هذا السؤال أن الأخ الأكبر رجلٌ مستقيم كان قدوةً لأخيه فتغير سلوكه تجاهك، قد يكون والله أعلم بسبب تصرفات معينة قام بها الأخ الأصغر بعد هدايته، وهذه التصرفات لا أستطيع أن أعرف ما هي الآن، ولكنني أستطيع أن أذكر بعض التصرفات التي يكثر أن تقع من بعض الصالحين، فمن ذلك: التخلي عن أعمال البيت ومشاغله والإلقاء بها على غيره، فإن الإنسان قد يكون مهتدياً صالحاً، فيرغب أن يشغل وقته في أمورٍ نافعة فيما يحسب، وبناءً على ذلك قد يتخلى عن كثيرٍ من المشاغل التي لابد منها، ويُلقي بها على أبويه أو على إخوانه الآخرين أو غير ذلك، ومهما ألحوا عليه فإنه لا يقوم بذلك حق القيام، فهذا سبب من الأسباب التي قد تؤدي إلى وجود شيءٍ من النفرة أو القطيعة.
ومن الأسباب أيضاً: أن يتنكر الإنسان لغيره بعدما يهديه الله عز وجل، وقد يكون له دورٌ في هدايته، فربما بدأ يتجاهله ولا يأبه به، وربما أمره ونهاه بأسلوبٍ أيضاً غير مناسب؛ لأنه يقول: هذا حق، ولابد من بيانه مثلاً، ومن هذا المنطلق قد يسلك مع مَن عَلَّمَهُ ورَبَّاهُ أسلوباً منفراً غير صحيح ولا مشروع.
صحيح أن النصيحة من كل أحد لكل أحد، وليس في الإسلام كبيرٌ أو صغير، لكن الاحترام والأدب والتوقير للأكبر مطلوب، وحتى حين تريد أن تأمره أو تنهاه، يجب أن تصحب ذلك بالأسلوب الذي يجعله يستجيب لما تأمر وتنهى، وقد يكون هناك أسبابٌ أخرى يجب عليك البحث فيها، وإن رأيت أن له أصدقاء يمكن أن تستعين بهم في حل هذا، فهو أمرٌ طيب.