الخطر في التظاهر بالمعصية

إذاً: وجود المعصية، بحد ذاته وفي حالات قليلة مستترة مستخفية أمر ليس بالغريب، ولكن الأمر الغريب أن يتظاهر أصحاب المعاصي بمنكراتهم، ويعلنوها على الملأ، بل ويحامون دونها! فلا يوجد من ينكر عليهم، أو يأمرهم أو ينهاهم، فإذا وصلت المجتمعات إلى هذا الحد، فقد تلوثت أجواؤها وصارت بيئات موبوءة، إذا وجد فيها الإنسان الصالح صار من الصعب عليه أن يستقيم على الحق، لأنه كما يقولون: يسبح ضد التيار.

ولذلك تجدون في مجتمعاتنا اليوم كثيراً من الشباب الذين هداهم الله فاستقاموا على الطريق، يأتي إليك أحدهم ويقول: إني أحاول الصلاح والاستقامة، فأجد داخل بيتي من المنكرات والمعاصي ما يحول بيني وبين الاستقامة، وما يدعوني إلى الرذيلة والمعصية، وأجد من أبي أو من أمي المعارضة -أحياناً- لكثير من السنن؛ لأنهم لا يعرفونها، فوصول المجتمعات إلى هذا الحد هو أمر خطير وهو مؤذن بخرابها وانحرافها إلى أبعد حد، إلا أن يأذن الله بوجود أولي بقية ينهون عن الفساد في الأرض، كما قال الله عز وجل: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} [هود:116] فأولو البقية الذين هم الطائفة المنصورة المبشر بها، هم الذين يقومون بالنهي عن الفساد في الأرض، بالتعليم وبالعمل وبما يستطيعون من الوسائل الممكنة، وهم بإذن الله العاصم للمجتمعات من الانحطاط والزوال والفناء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015