المقياس الوسط بين العزلة والإفراط في الخلطة

السؤال يقول: ما هو المقياس الوسط والصحيح بين العزلة والإفراط في الخلطة؟

صلى الله عليه وسلم -كما ذكرت- في خلق العدل الذي يفرط في الخلطة، يقولون: الإكثار من الأصدقاء مثل الإكثار من الطعام، فيورث الإنسان، ويسبب له التخمة، وكثيرة شكوى الشعراء وغيرهم من كثرة الأصدقاء، وضرهم: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فصار أدرى بالمضرة فالعدل مطلوب، وكذلك العزلة، فإذا بالغ الإنسان في العزلة يقع في الحرام، فيترك الجمعة والجماعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء حقوق الأخوة، وزيارة الأقارب والجيران، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وأداء الحقوق وما أشبه ذلك؛ فالعدل مطلوب في هذه الأشياء.

وهناك أحوال خاصة تشرع فيها العزلة، وما عداها فالأصل هو الخلطة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي بسند صحيح: {المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم} فإذا كان الإنسان يتضرر بالخلطة بفساد، يفسد هو إذا خالط الناس، أو يغير المنكرات بطريقة تضاعف من المنكر، أو يؤذي الناس بقوله أو عمله، ولا يملك الصبر على ذلك فقد يعتزل، وفيما عدا ذلك فالأصل له أن يخالط.

وفي هذا الموضع سبق أن أعددت دراسة ضمن رسائل الغرباء الذي ذكرها الأخ في البداية وعنوانها العزلة والخلطة ولعلها ترى النور قريباً -إن شاء الله-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015