العدل في التعامل مع النصوص الشرعية

من العدل: العدل في التعامل مع النصوص الشرعية، نحن نعرف أن النصوص الشرعية كثيرة: قرآناً وسنة، فمن العدل أن تعدل في النظر إلى هذه النصوص، لا تأخذ نوعاً من النصوص وتهمل نوعاً آخر، قد يقوم بعض الناس -مثلاً- في بداية تعلمه، فيأخذ نوعاً من النصوص، وهي نصوص الوعيد، مثل: {لا يدخل الجنة قاطع} {لا يدخل الجنة قتات} إلى غير ذلك من النصوص، فيأخذها وبناءً على ذلك قد يكفر الخلق بهذه الظواهر التي فهمها!! هذا جور، لماذا؟ لأنه أخذ نوعاً من النصوص، وأهمل النوع الآخر الذي يجب أن يفهمه على ضوئه، فعندنا نصوص أخرى -مثلاً- {من قال لا إله الله دخل الجنة} {من شهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمله} .

آخرون يعكسون القضية، فينظرون إلى هذه النصوص، وبناءً على ذلك يأذنون للناس في الوقوع فيما شاءوا من المعاصي، ويقولون لهم: ستدخلون الجنة، وسيغفر لكم: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف:169] هذا جور، فهذا أخذ بنوع من النصوص، وهي نصوص الوعيد، وذاك أخذ بنوع من النصوص وهي نصوص الوعد.

والعدل أن يأخذ بهذا وهذا، ويجعل النصوص كلها في كفة واحدة جنباً إلى جنب، ويفهم بعضها على ضوء البعض الآخر، فلا يشتط الميزان في يده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015