تحديد مستقبل الإسلام

مسألة مستقبل الإسلام تقررها نصوص كثيرة بالإضافة إلى نصوص خصائص هذه الأمة، ومثل ذلك ما ورد من أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأذكر منها على سبيل المثال قول النبي عليه السلام كما في صحيح مسلم: {تقاتلون يهود حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله} وفي رواية: {إلا شجر الغرقد فإنه من شجر يهود} والآن اليهود في إسرائيل يغرسون شجر الغرقد ويكثرون منه، وهذا سر من أسرار حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الغرقد يتستر على بني إسرائيل، ولا يخبر المسلمين المجاهدين عنهم، ومن ذلك الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص وقد سُئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ فأخرج كتاباً وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن هذا السؤال فقال: عليه الصلاة والسلام: {مدينة هرقل تفتح أولاً} ومدينة هرقل القسطنطينية، وهكذا حدث الوعد الأول، والآن عندنا وعدان في الحديث، قول الرسول عليه الصلاة والسلام: {مدينة هرقل تفتح أولاً} .

فيدل على أمرين: الأمر الأول: وهو نص أن مدينة هرقل تفتح في المرحلة الأولى.

الأمر الثاني: وهو مفهوم أن مدينة روما تفتح ثانياً بعد ذلك، فهذا معنى قوله أولاً، وإلا فلا معنى أن تقول أولاً وتسكت ألا وعندك ثانياً، فمدينه هرقل متى فتحت؟ فتحت في القرن التاسع على يدي محمد الفاتح، فتحقق الوعد الأول بعد حوالي تسعة قرون، والغريب في الأمر أن المسلمين قبل ذلك بقرون لما فتحوا الأندلس قاربوا أن يفتتحوا مدينة روما وكانوا قاب قوسين أو أدنى منها، وكانوا من القوة بدرجة كبيرة، فلحكمة يعلمها الله خاض المسلمون معركة مشهورة يسمونها معركة (توربواتيه) ويسميها المؤرخون المسلمون معركة (بلاط الشهداء) فهزموا في هذه المعركة، وكان من نتيجة هذه المعركة أن تأخر المد الإسلامي وانتشر المد الروماني، واكتسح هؤلاء البلاد الإسلامية، فتأخر المسلمون بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من مدينة روما وروما لم يدخلها فتح إسلامي إلى اليوم، وهذا يؤكد أن للإسلام جولة قادمة منتصرة يصل فيها المسلمون في الفتوحات إلى بلاد لم يصلوا إليها في الماضي.

وأقول: الدلائل والعلامات على ذلك كثيرة: الأمر الأول: تخبط البشرية الذي أشرت إلى طرف منه، وهو موضوع خطير مهم، وقد أصبح الآن قضية علمية وليس مجرد كلام إنشائي خطابي يحتاج إلى حديث خاص.

الأمر الثاني: هذه الصحوة الإسلامية المباركة التي يعيشها المسلمون.

وأقول لمن يستبعدون هذا الأمر: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود:121-123] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015