قال الشيخ: سلمان بن فهد العودة حفظه الله وهناك نقطة بسيطة وأنا أنتظر من الشيخ عبد الله أيضاً التعليق عليها, وهي قد توجد لبساً عند بعض الناس: إنني لا أعتقد أن الكفار بدرجة واحدة في عدائهم للإسلام, وقد تجد من بينهم -أحياناً- إنساناً لا يعرف الإسلام أولا يحمل في قلبه حقداً على الإسلام, وهذه في نظري حقيقة شرعية, وتأريخية, وواقعية, فمثلاً إن الرسول صلى الله عليه وسلم، لما هاجر إلى المدينة كان له دليل هذا الدليل من هو؟ إنه عبد الله بن أريقط , وكان هادياً خريتاً دليلاً، وفي الوقت نفسه كان أميناً كما جاء في الصحيح في حديث الهجرة, فأمنه الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر واصطحبوه معهم في حادثة الهجرة وكان كافراً وقتها, لماذا؟ لأنه كان مأمون الجانب، ودون شك قد يوجد ذلك -مثلاً- عداوة المطعم بن عدي في مكة لم تكن كعداوة أبي جهل وأبي لهب للمسلمين, فقد يوجد، وهذا من الناحية التاريخية موجود ومن الناحية الواقعية موجود -أيضاً- إنك اليوم قد تجد من بين الكفار من تحدثه فلا تجده يحمل حقداً, والمؤسف أن مثل هذه النوعية قد يلتقي بها بعض أبنائنا حتى بعض الدكاترة -مثلاً- الذين درسوا هناك فيتصورون أن كل الأمم الغربية على هذا النمط, والواقع أنه يوجد أفراد؛ لكن هؤلاء الأفراد في النهاية لو حصلت أزمات ومواقف استثيرت فيهم الحمية كما تستثار الحمية في نفس المسلم البسيط الذي قد لا يكون عنده غيرة للدين ولا حماس, لكن لو حصل موقف حازم وحاسم وصارم لثارت نخوته وحميته لدينه, أو على الأقل لبعض بني قومه, فهذا جانب أنه قد يوجد أمثال هؤلاء على أنهم عدد قليل فيوجدون لبساً وخداعاً وتضليلاً للكثير من أبناء المسلمين الذين يلتقون بهم.
أمر آخر: أن الغربيين يملكون أسلوباً في الحديث, والتلطف, وحسن العبارة, فالواحد منهم لو التقى بك في الشارع وضرب كتفه كتفك من غير قصد, التفت إليك ورجع وقال لك: أنا متأسف -يعتذر لك من أدنى أذى يمكن أن يحدثه لك- فهم متعلمون ومتدربون على تحسين الألفاظ, وتنميق العبارات, وما يسمونه "بالإيتيكيت" يعني الذوق وفن المعاملة للآخرين, وهذا أوجد عند الكثير تصوراً غريباً أن هؤلاء القوم يحملون قلوباً نظيفة, ولذلك وجدنا أن الكثير من هؤلاء الشباب الذين درسوا في الجامعات الغربية رجعوا بتصور غريب, حتى إنني قرأت على الناس من جريدة الشرق الأوسط قصاصة قبل يومين تقول: احذروا هذه الفتنة -والكاتب من مدينة جدة- ويقول: إننا حينما نتكلم عن البوسنة ووالهرسك نحاول أن نجعلها حرباً إسلامية مسيحية وهذا خطر كبير, فالمسلمون والمسيحيون موجودون في لبنان وفي مصر وفي كثير من البلاد, والحرب تقع بين المسلمين والمسلمين أيضاً؛ فلا يجوز أبداً أن نصور تلك الحرب, على أنها حرب إسلامية نصرانية.
فانظر كيف اعتبر هذا الأمر الذي قرره الله تعالى اعتبره فتنة لماذا؟! لأنه مخدوع ربما ببعض النماذج التي التقى بها من النصارى ممن قد يكونون من الندرة التي لا تحمل حقداً ظاهراً, وقد يكونون ممن يستطيع أن يخفي حقده بزخرف القول وجميل اللفظ.