قال مقدم الندوة حفظه الله: جزى الله الشيخ سلمان خير الجزاء على هذه الإجابة المليئة المختصرة, وحقيقة: إن الأعداء -كما قال وأشار حفظه الله- ليسوا بتاركينا وإن تركناهم, وإن سالمنا، وإنَّ أغلب من يذبح الآن في كل ديار الإسلام؛ إن الأغلبية الساحقة منهم ليس في أيديهم سلاح, وكلكم رأيتم وسمعتم وعلمتم أن الذين يذبحون في الهند وفي البوسنة وفي غيرها أطفال صغار تجز حلاقيمهم كما تجز حلاقيم الشياه, هل مع أولئك سلاح حتى يخاف العدو منه؟! ولكنه الحقد الذي لا ينهيه شيء إلا زوال الكفر من قلب هذا الكافر, أما ما دام أن قلبه مليء بالكفر فهو مليء بالحقد, هذه قاعدة منذ أن وجد المسلم والكافر على هذه الأرض، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذه حقيقة وقاعدة لا تتغير ولا تتبدل, ولا عبرة ببعض المظاهر التي نراها والتي قد تخدع بعض الناس حول قضية مسالمة الكفار.
عندما نرى السماح لبعض المراكز الإسلامية في بلاد الكفر وعندما نرى السماح لمن أراد أن يعتنق هذا الدين من الكفار ليعتنقه وعدم معارضة النصارى لذلك, فأنا أجزم والكل معي يجزم أنهم لو رأوا خطراً حقيقياً في هذه المراكز يهدد دينهم, ويهدد حضارتهم, ويهدد واقعهم, ويقلب الأمور, ويقلب الواقع الحالي في ديارهم, لوقفوا في وجهها بالسلاح, ومع ذلك نجد أن الحاقدين منهم -وكلهم حاقدون- يعتدون على هذه المراكز بالقنابل والتفجير والإحراق, حتى في بريطانيا, وفي أمريكا وفي غيرها, التي تدعي وتزعم أنها قمم الديمقراطية, فلا ننخدع ببعض المظاهر.
إن سماح الكفار للإسلام بالتنفس في ديارهم, هو سماح الواثق المتمكن الذي يعرف أن إسلام هذا الفرد وهذه المجموعة قلت أو كثرت لن يقدم ولن يؤخر في الأمر شيئاً, وعندما تصل الأمور مداها ويعرف أولئك أن في تلك المراكز وفي تلك الدعوات خطراً على وجودهم, فسترون كيف يفعل هؤلاء, وما يجرى الآن في البوسنة من ذبح على المكشوف وعلى الصريح الذي لا خفاء فيه، ومن سكوت لأولئك الكفرة من إخوانهم ومن مد العون لهم وترك الحرية لهم في ذلك, هو أكبر دليل على ما نقول.
لماذا يسمحون بالذبح وهم أمام أعينهم، وتعرضه وسائل إعلامهم, وهم يتشدقون دائماً, يملئون الآذان ضجيجاً وطنيناً حول حقوق الإنسان, أليس من يذبح في البوسنة إنساناً؟! دعك من كونه مسلماً, أليس الطفل الرضيع الذي لا ذنب له في الصراع بأي شكل من أشكاله يذبح كما تذبح الشاة؟! أين الإنسانية؟! وأين الحرية التي يزعمون؟! سكوت زاعمي الديمقراطية من الغربيين عن هذه المذابح التي خجل الحيوان منها دليل واضح على ما يملأ قلوبهم من الحقد, وما ينتظر المراكز الإسلامية في كل ديار الكفر من المآل والمصير المعلوم والمحتوم، لو شكلت يوماً من الأيام خطراً على وجود الحضارة الغريبة والديانة النصرانية.