بعض صور الجهاد العيني والكفائي

عثمان جهز جيش العسرة وحضر بنفسه, بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى ثلاثة وعشرين عاماً في الجهاد بالكلمة وبالسنان.

أقول: هذه بلاد الإسلام إخوتي في الله قد توازعها الأعداء, وصارت عليها الوصايات, فسبق أن قدم أخي في كلمته عن واقع الأمة الإسلامية.

فالمسلمون يقتلون في كشمير ويفعل بهم الأفاعيل, وفي سراييفو, وفي إرتيريا, وفي بورما, وفي تايلاند, وفي كمبوديا, وفي سيلان, وفي الهند, وفي غيرها من بلدان الإسلام يقتلون، ففي حق أهل الإسلام في هذه البلاد هو فرض عين، وفي حق المستطيع من غيرهم أيضاً, ينبغي له أن يساعد بماله إذا لم يتيسر له الجهاد وحضور الجهاد بنفسه, فعليه المجاهدة بالمال وكلنا ولله الحمد والمنة يستطيع ذلك، فهاهم الصحابة كانوا يؤاجرون بالتمرة والتمرتين ويتصدقون, ونحن نملك الأموال -الكبيرة جداً- ولو تنازلنا عن بعض التحسينيات، بل بعض الإسراف والتبذير الذي نمارسه لوفرنا الكثير, ولأنفقنا الكثير, وهذه كلمة يسيره جداً عما يتعلق بحكم الجهاد في سبيل الله, وإذا انتشر الإسلام وعم واستغني عن خدمات بعض أهله فهو سنة مؤكدة في حق البقية, وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الجهاد مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وآخر هذه الأمة سيجاهدون اليهود مع عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله زوى له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها وأن ملك هذه الأمة سيبلغ ما زوي له منها، ومع ذلك نجد هذه الدولة الإسلامية لم تبلغ المشارق والمغارب, فينبغي أن يجاهد أهل الإسلام ليبلغوا هذا المبلغ وليكون الدين لله، ويقضى على الفتنه, والفتنة هي الشرك.

والشرك قد طبق كثيراً من المعمورة -جعلني الله وإياكم ممن يجاهدون في هذا السبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015