إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبه أن ترك الجهاد يفضي إلى ترك الدين، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: {إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم} فجعل مراجعة الدين الجهاد في سبيل الله.
وأما الجهاد فتارة يكون فرض عين, وتارة يكون فرض كفاية, فمتى حل ببلده عدو، أو حصره، أودعاه الإمام وندبه لذلك, كان في حقه فرض عين, وأما إذا قام به من يكفي؛ كان في حقه فرض كفاية, لذا نرى أن بعض الصحابة لما توسعت الفتوحات، وكثر المجاهدون في سبيل الله اكتفى بعضهم بالجهاد بماله, مع أنهم قبل ذلك كانوا يجاهدون بالأنفس والأموال.