العلم بأسماء الله

نحن بحمد الله بعدما عرفنا ما بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم عرفنا ربنا عز وجل، وصرنا لا نعبد هذه الأصنام والأوثان التي كان يعبدها الناس, ولكن مع ذلك يقول لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: {إن لله تسعةً وتسعين اسماً مائة إلا واحداً -يؤكدها النبي صلى الله عليه وسلم- من أحصاها دخل الجنة} , وهذا الحديث صحيح.

فيا ترى هل مجرد حفظنا لتسعة وتسعين اسماً من أسماء: الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور العزيز الحكيم إلى غير ذلك من الأسماء الواردة في القرآن؟! وفي صحيح السنة؛ هل حفظنا لهذه الأسماء وترديدنا لها هو إحصاء ومن فعل ذلك دخل الجنة؟ أقول: ليس الأمر كذلك، وليس هذا هو مقصود الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث؛ بل الرسول عليه الصلاة والسلام قصد أمراً آخر, فهو يقول: {إن لله تسعه وتسعين اسماً} وهذا ليس معناه حصر أسماء الله في تسعة تسعين, لا.

بل أسماء الله كثيرة ولا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى, وكلنا إذا دعونا ندعو فنقول: {اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحداً من خلقك -ثم نقول- أو استأثرت به في علم الغيب عندك} فيجب أن نفهم من هذا أن هناك أسماء لله تبارك وتعالى استأثر الله بها في علم الغيب عنده, لا يعلمها ملك مقرب, ولا نبي مرسل.

وفى حديث الشفاعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه الناس فقالوا: اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه يقول لهم: {أنا لها، أنا لها، ثم يأتي فيخر ساجداً تحت العرش.

قال: فيفتح علىّ بمحامد يعلمني الله إياها في ذلك الوقت لا أعلمها الآن} .

إذا: لله أسماء كثيرة ليست تسعة وتسعين اسماً فقط, لكن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً، من خصائص هذه الأسماء التسعة والتسعين أن من أحصاها دخل الجنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015